اعلان

السبت، 25 مايو 2013

قراءات في أصول التربية الإسلامية - بقلم الدكتور / مجدي الحبشي



تمهيد:
        إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسولهr.
          إن التربية الإسـلامـية هـي مهـنة التنمـية الإنـسـانية بجميع أطرها وأبعـادهـا وعلى عاتقـها تقـع مسـؤولية تنـشـئة وتربية وبناء الإنسان، هـذا الإنسـان الـذي جعله الله في أحسـن تقـويم وخـلـقـه ليكون خلـيفـته في الأرض .
        ولكي يكون جـدير بتلك الوظيفـة الربانية أرسـل له الرسـل مبشـرين ومنـذرين ومربين وأرسـل معهـم الكتب فيها الإرشـادات والتوجيهات والواجبات والحقـوق والحـدود.
        وعلى الرغـم من أن التربية الإسـلامـية تمثل المنهـج الـذي يحـقـق أو يـسـانـد التطبيـق الفعـلي لشـريعـتنا الإسـلامـية، إلا أن المؤلفـات التي تـدور حـول التربية الإسـلامـية بمعـناها الواسـع والتي تهـتـم وتؤكـد على تربية الإنسـان وتنشئته النشـأة التي أرادها الله قـليلة جـداً، ولا تتوافـق مع اهـتمامنا بتطبيـق الشـرع الإسـلامـي في كافة نواحي حياتنا.
        لهـذا كان هـذا الكتاب محاولة جاهـدة لتناول مفاهـيم التربية الإسـلامـية الربانية ، وإظهار الفـرق بين هـذه التربية والتربية البشـرية التي لا تخـلو من نقص أو خطأ لأنها من قبل مخـلوقات لا علم لهـم إلا ما علمهـم الرحمـن ، ومهـما أوتي الإنسـان من علم فـيظل علمـه قاصراً وقـلـيلاً بالنسـبة إلى علم العـليم العـلام .
        ومن هـذا المنطلق فإن الاهـتمام بالتربية الإسـلامـية أمـر لا بـد مـنه وهـو واجـب على كل مسـلم أن يسـعى إلى تربية وتنشئة أولاده على التربية الإسـلامـية وإقـتـداء في ذلك بالحـبيب المصطفى ( r) رائـد ومؤسـس قـواعـد وأسـس التربية الإسـلامـية ، حـيث بعـث بالمنهـج التربوي النبوي الـذي تربى عليه الصحابة رضي الله عنهـم أجمعين .
        إن التربية الإسلامية تمثل المنهج الذي يحقق التطبيق الفعلي للتشريع الإسلامي، لأن الإسلام ليس جانبا علمياً معرفياً فقط، بل يهدف إلى التطبيق العملي، والعلم وسيلة لتحقيق الجانب التطبيقي الصحيح، الذي يرسم للإنسان سبيل الهدى، الذي جاء به جميع الأنبياء عليهم السلام، وآخرهم نبينا محمد r، الذي قال الله تعالى فيه: " هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ " ([1])
‏        فعلًم النبي r أصحابه ورباهم فأحسن تربيتهم، حتى وصلوا إلى أعلى قمة التفوق التربوي، فأصبحوا يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، كما وصفهم الله تعالى: "وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" ([2]).
        وبهذه البعثة النبوية المباركة، وبالمنهج التربوي النبوي الذي تربى الصحابة رضي الله عنهم تغير مجرى التاريخ، وحياة البشرية، وأنقذ الله على يديه أمماً ومجتمعات أنهكتها الحروب، ودمرتها الرذائل، وبددتها الشحناء والبغضاء، وانحدر تفكيرهم إلى أن عبدوا ما لا يسمع ولا يعقل.
        وبعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام قام الصحابة رضي الله تعالى عنهم أجمعين بالدور المنوط بهم من توجيه وإرشاد جيل التابعين، وربوهم التربية الجادة التي أظهرت منهم علماء وقادة للبشرية نحو الحق والصواب. حتى أصبحت سيرتهم ومنهجهم يُعد مصدرا تربوياً لأجيال اليوم، لما تمثل فيهم من جدة في العلم والعمل، وشجاعة في الحق، وصبر على ذلك ، يشحذ همم من أراد أن يسلك مسلكهم ويقتفي أثرهم.
        ‏تم جاء التابعون من بعد الصحابة فبذلوا الجد والجهد، وظهر تأثيرهم التربوي على الأجيال، التي يحكيها لنا التاريخ وكتب السير والأعلام.
        ثم بدأت التربية بعد العصور الثلاثة المفضلة بين مد وجزر، ولكن لم تخل حقبة زمنية من التاريخ الإسلامي من حفاظ على قوام التربية الإسلامية، وان اختلفت من حيت الثبات وسعة الانتشار في المجتمعات الإسلامية.
        ‏وأما فيما يختص بتاريخ تدوين التربية الإسلامية والتأليف فيها كان له أسس ومنهج، فإن القرآن الكريم والسنة النبوية القولية والفعلية والتقريرية تمثل لنا الأساس المرجعي في ذلك، فالقرآن الكريم قد بيًن لنا المنهج الذي ينبغي أن نربي عليه أنفسنا وأهلينا، قال تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ .... " ([3]) فهذا أمر من الله تعالى بالاستجابة لكل ما تضمنه القرآن الكريم والسنة النبوية، فبهما حياة البشرية وسعادتها في الدنيا الآخرة، كما تضًمن القرآن الكريم نماذج من الأساليب التربوية المتعددة: كأسلوب القصة والموعظة والحوار والعبرة والقدوة، وتضمن أيضا على ما يجلب للإنسان السعادة الأبدية والنعمة السرمدية، ووضح للبشرية ما تحتاج إليه في أمور معاشها ومعادها .
        كما تضمنت السنة النبوية المطهرة المنهج النبوي المتكامل المتمثل في حياة الرسول r مع أهله في بيته، ومع أقاربه، ومع أصحابه، ومع الوفود التي تقدم إليه معلنة إسلامها، ومع أعدائه مشركي قريش في مكة، ومع اليهود ومع المنافقين في المدينة ، وفي الجوانب العقدية والتعبدية والخلقية، والعلمية، وفي غيرها مما سيوضحه مضمون هذا الكتاب، كما تضمنت السنة النبوية الأساليب التربوية كالعظة والقصة والموعظة والترغيب والترهيب والحوار، وغير ذلك من الأساليب التربوية المتعددة.
        ‏ولما تم تدوين الحديث النبوي اشتمل ذلك التدوين على منهجه r في تربيته لأصحابه، ثم أفردت بعد ذلك بعض الكتب التي اشتملت على جوانب من التربية، مثل: كتاب الأدب المفرد للإمام البخاري رحمه الله، ثم توالت المؤلفات في مجال التربية الإسلامية عبر السنين متفاوتة في موضوعاتها، أي أنها أخذت طابعاً تخصصياً ، فبعضها تناول الجوانب الخلقية، وبعضها عنًي بقضايا التعليم والتعلم، ومنها ما اختصر على جوانب المولود وأحكامه، وبعضها ركز على الزهد، ولعل ذكر بعض منها يؤكد ويوضح ذلك تاريخيا وموضوعيا :
أولا: كتب في التعليم والتعلم:
‏- آداب المعلمين لابن سحنون. المتوفى سنة ٢٥٦ ‏هـ.
‏- الرسالة المفصلة لأحوال المتعلمين وأحكام المعلمين والمتعلمين
للقابسي، ٣٢٤
‏- ٤٠3 ‏هـ.
- ‏الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع، للخطيب البغدادي، ٣٩٢ ‏- 463هـ.
- تعليم المتعلم في طريق التعلم، برهان الدين الزرنوجي، المتوفى سنة 593هـ.
- الحث على الحفظ، لابن الجوزى، ٥٠٨- ٥٩٧ ‏هـ.
‏- تذكرة السامع والمتكلم في آداب العالم والمتعلم، لابن جماعة، 639- 733هـ.
ثانياً: كتب قي التربية والأخلاق:
- ‏الأخلاق والسير في مداواة النفوس لابن حزم،384- ٤5٦ ‏هـ.
- أدب الدنيا والدين، للماوردي، 364- ٤٥٠ ‏هـ.
- ‏الذريعة إلى مكارم الشريعة، للراغب الأصفهاني، ٤٩٩ ‏- ٥٠٢ ‏هـ.
- أيها الولد، لأبي حامد الغزالي، ٤٥٠ ‏- ٥٠٥ ‏هـ.
- ‏لفتة الكبد في نصيحة الولد، لابن الجوزي، ٥٠٨ ‏- ٥٩٧ ‏ه.
- ‏السلوك (المجلد العاشر من الفتاوى) لشيخ الإسلام ابن تيمية، 661- 728هـ.
- تحفة المودود بأحكام المولود، لابن قيم الجوزية، ٦٩١ ‏- ٧٥١ ‏هـ.
- الآداب الشرعية ، لابن مفلح ، المتوفى سنة ٧٦3 ‏هـ.
- ‏تحرير المقال في آداب وأحكام وفوائد يحتج إليها مؤدبو الأطفال ،
لشهاب الدين أبي العباس أحمد الهيثمي الأنصاري، ٩٠٩
‏- ٩٧3 ‏هـ.
‏كتب في الزهد :
- كتاب الزهد، لابن المبارك ، المتوفى سنة ١٨١ ‏هـ.
- كتاب الزهد، للإمام وكيع الجراح، ١٢٩ ‏- ١٩٧ ‏هـ.
- كتاب الزهد، للإمام أحمد بن حنبل، ١٦٤ ‏- ٢٤١ ‏هـ.
- كتاب الزهد للإمام هناد بن السري الكوفي، ١٥٢ ‏- ٢٤3 ‏هـ.
        ‏وهذه المصنفات المذكورة وأمثالها التي لم تُذكر تؤكد حقيقة مؤداها أن هناك اهتماما بالعلوم التربوية عند علماء سلف هذه الأمة، وأن العلوم ‏الإسلامية قد اشتملت على الكثير من القضايا التربوية، مما يزيل اللبس الذي قد يحصل عند البعض من أن العلماء من سلف الأمة لم يتطرقوا ‏لقضايا التربية، وأنها من العلوم الدخيلة، المستقاة من علوم الغربيين، المأخوذة عن أسلافهم فلاسفة اليونان.
        ‏والحقيقة أنه لا بد من الإشارة إلى أمرين:
الأول: أن انتشار الكتب التربوية الوافدة، والترجمات لها، أو التي تستقي مادتها العلمية من العلوم التربوية الغربية، ينبغي أن لا يؤدي بنا ذلك إلى القول بأن التربية علم حديث، تم جلبه من الغرب.
والأمر الثاني: أن نفرق بين العلم التربوي الصحيح، وبين الأفكار التربوية المستجلبة من الخارج. وأن لا نعالج الخطأ بالخطأ ونغالط واقعنا وجهود أمتنا في المجال التربوي.
        ‏ولعل ما سبق يقودنا إلى أن نعرج على قضية التداخل المنهجي بين العلوم التربوية الإسلامية، ونقيضها من العلوم الوافدة، حيث أنه لما ترجمت علوم اليونان للغة العربية في العصر العباسي تأثر البعض بها ، فأثرت على بعض العلوم الإسلامية والتي منها التربية، فظهر بعض المصنفات التي منها على سبيل المثال: كتاب تحصيل السعادة، للفارابي المتوفى سنة ٧٣٩ ‏هـ وكتاب تهذيب الأخلاق لابن مسكويه المتوفى سنة ٤٢١ ‏هـ وغيرهما.
        ‏وأما في الزمن المعاصر فنجد أن التصنيف في التربية قد أخذ اتجاهات متعددة، فهناك ترجمات لبعض الكتب الغربية، دون أن يدوًن عليها أي ملاحظات، مثل: كتاب فلسفة التربية لفيليب ه. فينكس، وكتاب أفاق جديدة في التربية، لجوزيف تاسمان، وغيرهما.
        ‏وهناك مؤلفات تربوية قد تأثرت تأثراً تاماً بالمناهج والنظريات الغربية، فكانت المصنفات الغربية هي مادتها العلمية، تستقي منها ، وتسقيها لأبناء الأمة، وتتصف هذه الكتب بأنها تركز على موضوعات معروفة عند المهتمين بالعلوم التربوية، فهي تركز مثلا على فلسفات التربية - المثالية - والواقعية - والطبيعية - البراجماتية - والوجودية - وتجعل التربية الإسلامية جزء من تلك التربيات.
        ‏وتركز أيضا في الطرق التربوية على طريقة ساندرسون - ماسون -منتسوري.
        ‏وتحدد أعلام التربية في: سقراط - وأفلاطون - وأرسطو - وابن سينا - والفارابي - وجون لوك - وسبنسر - وديوي.
        ‏فتلك أهم معالم الكتب التربوية التي تستمد معلوماتها من المناهج الغربية.
        ‏ولعل ذيوع وانتشار تلك الكتب قد رسم في ذهن بعض أفراد المجتمع الإسلامي أن التربية ما هي إلا النظريات والأفكار الغربية، وما تحمله من انحرافات عقدية وأخلاقية وتربوية.
        ‏وفي الحقيقة أن التربويين المسلمين قد تنبهوا لهذه الثغرة العميقة المندفعة وراء النتاج الفكري الغربي والنظريات المنحرفة، وإهمال المصادر الإسلامية، فعادوا إلى الأصول الإسلامية، فظهر الكثير من الدراسات التربوية التي ترتوي في بنائها العلمي من الينابيع الإسلامية، فشكلت انعطافاً جديداً في مسيرة التأليف التربوي، فخرج بعض هذه الدراسات في شكل رسائل علمية حصل بها أصحابها على درجات علمية عالية، وبعضها مؤلفات علمية دقيقة، أحسب أن أصحابها قد سبروا غور المصادر الإسلامية، وبذلوا جهداً مضنياً في استخراج مادتها العلمية من مظانها الرئيسة، فقدموا للأمة بعضاً مما تحتاج إليه، وأثبتت تلك الدراسات الأصالة العلمية في المصادر والوسائل والأساليب والمنهجية.
‏        وبهذا نصل إلى حقيقة مؤداها أن المسلمين قد وضعوا القواعد والأسس التربوية على ضوء المنهج الإسلامي، ولكن الذي حجب ذلك عن أعين الناس برهة من الزمن هو بريق التطور والتقدم الصناعي الأجوف في العالم الغربي، وتوقف حركة البحث العلمي في الجوانب التربوية خاصة، وفي الجوانب التقنية والفنية عامة، مما جعل الغرب يستحوذ على هذا المضمار فتقدم صناعياً وزراعياً وطبياً وهندسياً، وتوسعت القاعدة الثقافية بين أفراده، وهذا حدا بالبعض إلى الاتجاه صوب العلوم الغربية في الكثير  ‏من المجالات، ولما حصلت الصحوة الإسلامية المباركة التي نعيشها اليوم عاد المهتمون بالتربية إلى المصادر الإسلامية، التي أثبتت عبر القرون أنه ما انتصر المسلمون ولا سادوا العالم إلا بالتربية الإسلامية، وما غابت هذه التربية في حقبة من الحقب التاريخية الماضية أو ضعفت إلا وانحط المسلمون، وعلا شأن غيرهم عليهم.
        ‏والمتأمل في المفاسد الاجتماعية بجميع صورها وأشكالها يجد أنها وليدة البعد عن تنشئة الأجيال التنشئة الإسلامية، وهذا يؤكد حاجة ‏المسلمين خاصة والبشرية أجمع إلى المنهج الإسلامي، خاصة وأن الغزو  الثقافي أصبح اليوم لا تحجبه الحدود الدولية، ولا علو الجبال ولا عمق البحار وطول المسافات، بل يبث اليوم من أي مكان في الأرض، ليصل إلى كل بقعة فيها، وهذا ما نشاهده اليوم، فكيف بالغد وكيف بالسنوات المقبلة، فعلى الأمة الإسلامية أن تتنبه لهذا الخطر القادم، وأن تعي الإخطبوط الفكري الغازي القادم من الشرق والغرب، حتى لا تؤخذ على غرة، وأن تربي أبناءها التربية الإنمائية الوقائية، قبل التربية العلاجية، فالوقاية خير من العلاج وأسهل، وقد قال الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ  لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ" ([4]).
        ‏وهذا الكتاب الذي بين يدي القارئ هو مساهمة في تأصيل مادة التربية الإسلامية، وأسأل الله تعالى أن ينفع به.
        وينقـسـم هـذا الكتاب إلى خمسة أبواب يتناول الأول منها مفهـوم عمـلية التربية وأهـميتها للفـرد والمجتمع، والسمات التي تتميز بها عملية التربية ثم نستعرض فيه أهم المرادفات التي تعني بالتربية من خلال الإسلام كذلك يتعرض إلى مفهوم التربية الإسلامية وأهم تعريفاتها، ثم نستعرض في هذا الباب أهمية علم التربية والأهمية التي تعود على الفرد والمجتمع من خلال القيام بعملية التربية، ثم نعرج في هذا الباب أيضا على سمات وطبيعة التربية الإسلامية، وأهم أهداف التربية الإسلامية ومقاصدها، وأهم مميزات التربية الإسلامية، وأهم وسائل تحقيق الأهداف التربوية الإسلامية.
        أما الباب الثاني فيتناول بعض الأساليب التربوية المستمدة من القرآن الكريم، وذلك من خلال التعريف اللغوي والاصطلاحي للقرآن الكريم، وكذلك محاور التربية القرآنية، ثم استعرضت بعضا من أساليــــــب التربيــــــة القرآنيـــة
        أما بالباب الثالث فاستعرضت فيه أحد أهم القضايا في الأصول الإسلامية وهي قضية الحرية بمفاهيمها المتعددة وكيف عالج الإسلام مشكلة الحرية.
        ثم انتقلت في الباب الرابع إلى الأسرة كأحد أهم وسائط التربية في الإسلام مستعرضا التحديات الثقافية ودور الأسرة المسلمة في مواجهتها، مستعرضا أيضا أهم الأخطاء التي تقع فيها الأسرة في تربية أبنائها.
        وفي الباب الخامس ركزت فيه على المعلم القدوة من وجهة نظر الإسلام وفيه استعرضت آراء الفقهاء والعلماء والفلاسفة المسلمين في المعلم وكيفية تطبيق آرائهم في كليات التربية حتى تتحقق الفائة الكبرى  
الهـدف من موضوع الكتاب
        الأمـة الإسـلامـية شـأنها شـأن جـميع الأمـم لها تربيتها الخاصة بها لأن التربية هـي المذكرة التفـسـيرية لـسـلوكها، والتربية الإسـلامـية لها أهـدافها وغاياتها وخصائصها التي تنفـرد بها؛ لـذا كان من أهـداف وضع هـذا الكتاب رؤيا شـمولية لتلك الأهـداف والغايات والأسـاليب والوسـائط.
        كما أن دور الأسـرة في التربية الإسـلامـية دور مهـم وخـطير لأنها هـي من يتلـقـف الطفـل من الـبـدء ويعطـيه جـميع احـتياطاته الجـسـمـية والروحـية والنفـسـية والعقـلية ثم نكمل بالـتعاون مع الأسـرة جـميع القـوى الناشـطة في المجـتمع وعلى رأسـها المـدرسـة .
        والله أسأل أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجه الله تعالى، وأن ينفع كل من يقرأه أو يعمل به وفق شرع الله، وأن يرزقنا النية الصالحة في كل أعمالنا إنه نعم المولى ونعم النصير، والحمد لله رب العالمين.
د. مجدي علي حسين الحبشي


لتحميل الكتاب كاملا اضغط هنا

ملحوظة : لطلب باسورد فك الضغط اترك ردا في التعليقات

17 التعليقات :

بارك الله فيك يا دكتور مجدي

من فضلك أريد باسورد فك الضغط لهذا الملف

شكررررررررا جزيلاااااااااااااااا

جزى الله الدكتور خير الجزاء على ماقدم من محتوى شيق

الشكر الجزيل وجزاك الله الف خير يادكتور
اتمني شاكرا الحصول علي باسبورد فك الضغط

كيف احصل علي باسبورد فك الضغط

إرسال تعليق